الشاعر أحمد قران وإدريس البريدي في أمسية نادي أبها الأدبي.
الشاعر أحمد قران وإدريس البريدي في أمسية نادي أبها الأدبي.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
أكد الشاعر أحمد قران الزهراني أنه لا يجرؤ على نشر قصيدة قبل أن تمر على مجموعة من الشعراء، ونفى أن تكون القصيدة الشعرية وحياً أو طقوس استعداد يأتي بها فنجان قهوة أو خرير ماء أو غيمة ممطرة، وأضاف في الأمسية التي أحياها في نادي أبها الأدبي عن تجربته الشعرية وأدارها إدريس البريدي أن الشاعر ليس نبياً والقصيدة ليست وحياً وأنّ كتابة القصيدة تمر بمراحل حتى تنضج، وقال إن كل ملتقى أو قراءة أو سماع تقوده إلى كتابة نص جيد، وأن علاقته بالإبداع وبالشعر تحديداً بدأت منذ كان بائعاً للتوت في المرحلة الابتدائية، ومنذ سكن القرية التي كان كل ما فيها موحياً بالغناء. وأعاد الزهراني الفضل في اهتمامه الأدبي إلى معلمه في المرحلة الابتدائية الذي كان نقطة تحول بالنسبة له، إذ قرأ بفضل هذا المعلم أول كتاب خارج المنهج المقرر، وكان شرط المعلم أن يتحدث كل طالب عن مضمون الكتاب المقروء، وأن مكافأة المعهد العلمي التي كانت شهادته تعادل الشهادة الجامعية اليوم أتاحت له فرصة أن يشتري الصحيفة والمجلة في ذلك الوقت.

واستعاد الزهراني اللحظات التي كتب فيها قصيدته الأولى حين كان طالباً في المرحلة المتوسطة، وأكد أن مدينة جدة كانت بالنسبة له نقلة نوعية، لكنه لم يستطع كتابتها لأنها أكبر من قصيدة، أما قصائده التي كتبها أثناء دراسته في الجامعة فقد كانت كثيرة إلا أنّ بعضها بلا هوية، وأضاف أن علاقته بالنشر في الصحف بدأت في الجامعة وأن ديوانه الأول دماء الثلج نشر بعد تخرجه.


وكان الزهراني قد لفت إلى أن القصيدة تنتقل معه بين مدن الهوامش والأطراف في العواصم العربية؛ لأنه أدرك أن الشعر هو اللغة التي تقود إلى تحسس الجمال في ثنايا الكون، وأنه بساط الريح الذي ينقله لعوالم إنسانية وحياتية جديدة.

واشترط قران في سيرته الشعرية على الشخص لكي يكون مبدعاً أن يمتلك الموهبة والثقة والثقافة والقدرة على الاستنباط والجرأة والفضول.

وفي المداخلات أشار الشاعر أحمد التيهاني إلى أن قران كان يجيز لهم ما لا يجاز بحكم عمله السابق في إدارة المطبوعات وأنه كان يوزع مسوّدة ديوانه على أصدقائه قبل أن يطبعه، وأنه لم يكن يصدر الديوان إلاّ كما يشاء أصدقاؤه، وأكد التيهاني أن قران له تجربة خاصة في كتابة الشعر وخطّ مختلف عن جيله من الشعراء.

فيما تساءل الدكتور عبدالحميد الحسامي عن النماذج التي استهوت الشاعر قران محلياً وعربياً وهل كان صاحب ديوان لا تجرح الماء قريباً من صوت سيد البيد؟

وفي إجابته قال قران إذا قال شاعر إنه لم يتأثر بأي شاعر فإنه يوحى له والشعر كما قلت ليس وحياً، وأضاف أنه تأثر بشعراء كثيرين وقصائد كثيرة كان لها أثر كبير في تجربته الشعرية محلياً وعربياً. وأكد قران أنه لا يجرؤ على نشر نصّ شعري دون أن يمرّ على مجموعة كبيرة من الشعراء وأولهم إبراهيم طالع الألمعي الذي قال إنّ قصائد أحمد قران جمل غنائية.